تراهم يسيرون على الأقدام ضمن طوابير طويلة أو يعتلون دراجة هوائية منهم من استخدم القطار وقليلون وصلوا إلى المكان بسيّاراتهم.
نحو مليون باكستاني من مختلف أرجاء البلاد ومختلف المعتقدات الدينية يتركون منازلهم في الرّابع من شهر أيلول سبتمبر من كل عام ليبدأوا رحلتهم.
على الرغم رغم اختلافاتهم، وجهتهم واحدة منذ نحو سبعين عامًا… قرية مريم آباد.
على بعد ثمانين كيلومتر من لاهور – عاصمة ولاية البنجاب – تم بناء أقدم مزار كاثوليكي للعذراء مريم في باكستان منذ نحو قرن.
يقع المزار وسط قرية مريم آباد الممتدة على مساحة 8350000 متر مربّع. مساحة كان الأسقف الكبوشي فان دون بوش قد أقدم على شرائها عام 1892. فألم الإضطهاد الذي رافق مسيحيي باكستان دفع بالأب الكبوشي إلى التّفتيش عن بقعة أرض تأوي المسيحيين وتؤمن لهم مكانًا للعمل وللتّعبير عن معتقداتهم دون التّعرّض لخطر الإضطهاد.
بعد عام تقريبًا على شراء الأرض إنتقل ثلاثة كهنة ومعهم ثلاث عائلات مسيحيّة للعيش على هذه البقعة الجغرافية. بقعة تحوّل الحجّ إليها اليوم إلى أحد أهم العادات الباكستانية.
يضم المزار كنيسة القديسة مريم والقديس يوسف تم تأسيسها في الثّامن من شهر كانون الأوّل/ ديسمبر عام 1989على يد الآباء الكبوشيين الذين أتوا من بلجيكا.
ما إن يطل الحجاج حتّى يستقبلهم تمثال العذراء الذي يعلو إحدى تلال قرية مريم. يبلغ طول التّمثال نحو ثلاثة أمتار ونصف وهو يقع على مغارة لطالما جذّبت الملايين من الباكستانيين.
ما يميّز زائري قرية مريم أنّهم غير محصورين بالكاثوليكيين فقط. مسلمون وهندوس وعدد من أبناء طائفة السّيخ يقصدون مزار مريم العذراء مطلع شهر أيلول من كل عام للصلاة والاحتفال بعيدها.
يشارك الحجاج بتطواف تمثال العذراء والاحتفال بالقدّاس الإلهي والسّجود للقربان المقدّس.
ما هو السّر الذي جذب المسلمين إلى مزار العذراء في مريم آباد؟
تقول سردار جون وهي إمرأة سبعينية من فيصل آباد: إعتادت شابة مسلمة على زيارة الرّاهبات في قرية مريم لطلب الأدوية لمرضى بلدتها. كان الحزن يلف حياتها لعجزها عن الحمل. الرّاهبات امتلأن أسفًا لحالها وقررن الصّلاة على نيتها والتّضرع للعذراء مريم وطلب شفاعتها من أجل تحقيق حلم الشابة في الإنجاب.
الشّابة أمضت اللّيالي وهي تصلّي إلى جانب الرّاهبات على طريقتها داخل مغارة العذراء.
بعد مرور تسعة أشهر أنجبت الشّابة طفلًا…