-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

العذراء تتكلّم في لورد يوم أمس وهذا ما قالته للزوّار!


كأنّنا في عام ١٨٥٨، المزار نفسه، برناديت ما زال جثمانها ينضح قداسة ولم يفتك فيه التراب. امّا الأهم، فهو أنّ العذراء ما زالت هي هي، تلك التي اختارها الله والتي قالت النعم، والتي حبل بها بلا دنس، وهي سلطانة الحبل بلا دنس، وهي أم البشرية، ومزار سيدة لورد شاهد على أمور وعجائب كبيرة.

على مر التاريخ، زارت الطوباوية مريم العذراء البشرية في أماكن محددة حول العالم منها هذه المنطقة الجبلية الرائعة في فرنسا القريبة من اسبانيا، المكان ساحر ليس لجمال الطبيعة فقط، بل لأنّ العذراء ما زالت تكلّم البرشية من وقتها، عن يسوع.

كل ظهور مريمي في حال أثبتت السلطة الكنسية صحته يُعتبر وحياً “خاصاً”. وعن هذه الظهورات، نقرأ في تعليم الكنيسة الكاثوليكية ما يلي:

عبر الأزمنة، حصلت ظهورات تعرف بـ “الخاصة” وتم الاعتراف ببعضها من قبل السلطة الكنسية. مع ذلك، لا تنتمي إلى مستودع الإيمان. ولا يقضي دورها بتحسين أو إتمام وحي المسيح التام، بل بالمساعدة على العيش بموجبه بشكل أكمل في حقبة معينة من التاريخ. بإرشاد تعليم الكنيسة، يعرف حس الإيمان كيف يميز ويرحب في هذه الظهورات بما يشكل دعوة حقيقية من المسيح أو قديسيه للكنيسة. (تعليم الكنيسة الكاثوليكية، 67).


عقب تحقيق دقيق يتم طبقاً لمعايير محددة يُعينها مجمع عقيدة الإيمان، تؤكد الكنيسة إذا كان الظهور الحقيقي “جديراً بأن يتم الإيمان به”.

يزخر القرن العشرون بأخبار عن ظهورات للعذراء المباركة، من ظهورها المشهور في فاطيما، البرتغال، إلى ظهورات أقل شهرة وإنما متساوية من حيث القوة في كيبيهو في رواندا، أو أكيتا في اليابان.

يقول الأب رونيه لورانتين عالِم بالدراسات اللاهوتية المتعلقة بمريم “هناك أوضاع خطيرة جداً في العالم الآن. لذا، توجد عدة أسباب تدفع العذراء إلى الظهور وإنذارنا. تتحدث عموماً عن المخاطر الأخلاقية أو اللاأخلاقية الجنسية المتحررة والمادية. العالم رفض الله، وهو يستسلم بهدوء وصبر للخطيئة. وما يحدث شبيه بجلوسنا على غصن وفصل أنفسنا عنه. الآن، نعيش النتائج. العالم يدمر ذاته بتداعيات الخطيئة، ولا يمكننا النجاة بأنفسنا. لذلك، تدعونا العذراء إلى العودة إلى الأساسيات. تطلب منا الصلاة والاهتداء، قائلة لنا إن الله موجود وأنه ينبغي علينا اللجوء إلى الله. هناك فقط، نجد حريتنا”.

الرسائل المريمية مختلفة لكنها في الوقت عينه موحّدة “لأنها تمثّل صدى الإنجيل وتدعونا إلى الصلاة والاهتداء والتوبة والصوم وقراءة الكتاب المقدس بطرق مختلفة، وفقاً لزمان كل رسالة وملاءمتها النبوية، وإنما من دون تخطي عقيدة الكنيسة”.

وفي حين أن العجائب والشفاءات غالباً ما ترافق الظهورات المريمية، إلا أنها ليست هدفها الأساسي. فعندما تظهر العذراء المباركة، تكون غايتها الأساسية إرشاد أبنائها إلى يسوع المسيح.

في لورد عام  1858: تراءت العذراء مريم لبرناديت سوبيرو، ابنة الأربعة عشر عاماً، 18 مرة في مغارة ماسابييل (الصخرة). وعلّمت العذراء برناديت أن تطلب من الكهنة بناء كابيلا على الموقع، مظهرة لها ينبوعاً تشكّل مياهه سبيلاً لعدة شفاءات عجائبية. وفي النهاية، عندما سألت برناديت السيدة عن هويتها، قالت لها العذراء: “أنا التي حبل بها بلا دنس”.

هنا عاد موريس كاييه الماسوني إلى أحضان الكثلكة، حلّ عليه الروح القدس فتخلى عن جميع ممارساته الخفية والغيبية لأنه اكتشف أنها لا تتماشى مع الإيمان الكاثوليكي.

هنا صلّت برناديت: “يا يسوع، يا يسوع! لا أشعر بصليبي عندما أفكر بصليبك، دع قلبي المصلوب يغوص إلى الأبد في قلبك” . كلمات رددها زوار لورد ليل أمس على وقع الزياحات المريمية وغصّ الوادي بصلوات الزائرين الذين أتوا من كل حدب وصوب ليصلوا لله طالبين شفاعة مريم و الشفاء الروحي والجسدي.

لم يكن يوم امس في لورد يوماً عادياً، ولم يبق العالم على حاله منذ أن تجسد يسوع من مريم العذراء، المرأة التي غيرت التاريخ بقولها الـ”نعم” للملاك المرسل من الله.

ما زالت مريم ومنذ ذلك الوقت تصغي بصمت، تحفظ كل شيء في قلبها، وتقول لنا” افعلوا ما يأمركم به”.

هذه هي مريم وهذا ما سمعه الزائرون في لورد من جديد، افعلوا ما يأمركم به.
الاسمبريد إلكترونيرسالة