-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

خالد منتصر يكتب تقدم يا د. جرجس للتعيين فى قسم النساء ولا تخف

خالد منتصر يكتب تقدم يا د. جرجس للتعيين فى قسم النساء ولا تخف

طالبت د. جابر نصار، فى مداخلة مع برنامج الزميل حمدى رزق، أن يكمل مشواره التنويرى ويعلن أنه سيساند أى خريج طب مسيحى من الأوائل يتقدم للتعيين فى قسم النساء والولادة كنائب تمهيداً للترقى فى سلك هيئة التدريس فى قصر العينى، استجاب الرجل وأعلنها صريحة على الهواء أنه فى ظهر هذا الطالب وسيسانده ويمنحه حقه، 


وبهذا إذا تم فى إعلان نيابات شهر مارس المقبل قبول طبيب مسيحى كنائب فى قسم النساء ستكون سابقة تاريخية وتمهيداً لطريق طويل ينتهى بانضمام مسيحى إلى أعضاء هيئة التدريس وصك تعبير أ.د. جرجس، أستاذ نساء بقصر العينى، وهو تعبير ووصف لم نسمعه منذ نجيب محفوظ باشا، الذى أسس القسم وقام بتوليد أم نجيب محفوظ، التى أطلقت اسمه عليه تيمناً به واعترافاً بعبقريته التى قدرها الغلابة فى مصر، وأيضاً قدرتها ملكة بريطانيا حين كرمته ومنحته وساماً، ما شجعنى على هذا الطرح هو بداية انطلاق شعاع نور فى النفق المظلم داخل قسم النساء والتوليد العظيم، الذى أعرف فيه أساتذة كثيرين مستنيرين وغير متعصبين، هذا النفق الذى صنعته وحفرته قلة من سلفيى الفكر كانوا داخل القسم، الذين جعلوا العرف أقوى من القانون، وظل هذا العرف السرى جاثماً على العقول والنفوس حتى هذه اللحظة، ما شجعنى على الطرح هو موقف له دلالته صدر من هذا الصرح العظيم وهو تكريم قسم النساء لاسم د. نجيب محفوظ فى احتفالية حضرها حفيده، فى سابقة تحدث لأول مرة وترفع الظلم والإجحاف الذى وقع على هذا الرجل العبقرى الذى أرجو منكم قراءة مذكراته التى صدرت على جزأين والتى تلخص سيرة عالم عبقرى وطنى مصرى جاد فى ظل ظروف صعبة وشائكة، هذا الحدث جعلنى أرصد أن هناك تغييراً وأملاً وحلماً على وشك التحقق، القضية ليست أن يعين «جرجس» أو «بطرس» فى قسم النساء، ولكن القضية هى قضية إعلاء قيمة المواطنة التى بدونها لن نتقدم خطوة واحدة حتى ولو ظهر ألف بئر بترول وألف قناة سويس، قيمة أن يحس المصرى أن جسر عبوره للنجاح هى الكفاءة بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه وعقيدته، يكفى أنه مصرى جاد «عمل اللى عليه»، هذا هو جواز سفره إلى وظيفة أو قيادة أو برلمان إلخ، د. جابر نصار «عمل اللى عليه»، وعميد قصر العينى والوكلاء ومديرو المستشفيات الموجودون الآن فى غاية التنور والليبرالية والحداثة والفكر البعيد عن التعصب، وهذه فرصة ذهبية، يبقى الدور على «جرجس» نفسه، على خريج الطب المسيحى الذى حصل على مركز متقدم ويتمنى التخصص فى أمراض النساء لكنه خائف مرتعش لأن السابقين قالوا له خبرات سيئة، لو ظل «جرجس» داخل شرنقته ولم يخرج ليقتحم ويشارك ويطلب التعيين، لن يحدث تقدم ولن نحرز انتصاراً فى معركة التنوير، يد د. جابر لن تصفق وحدها، لا بد أن تصفق معها كل الأيادى وتعمل فى سبيل نجاح التنوير، ما يحدث فى جامعة القاهرة ليس شكليات ولكنها نقاط ندى على الحجر الصلد الذى سينكسر يوماً بكثرة الإلحاح والطرق والتكتل، حجر التطرف والتزمت والنازية العقائدية والفاشية الفكرية فى كل العالم تم تفتيته، التاريخ يقول لنا حتماً سينتصر النور ويقتحم كهف الظلام ليخرج من يسند ظهره إلى الجدار، والذى كان يظن أن الأشباح التى يشاهدها طيلة تلك السنين هى الحقيقة، سيخرج ليتنسم عطر الحرية ويرى نور الحقيقة لأول مرة فى حياته.

الوطن
الاسمبريد إلكترونيرسالة