-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

مسلمة في الكنيسة تصرخ مستغيثة ” يا عدرا”… ما حصل مع هذه المسلمة يستأهل التوقف عنده!

 لم تعد تلك الصورة الدينيّة التي زرعها أجدادنا وأجداد أجدادنا أو حتّى أهلنا محفورةً في ذهني كما أرادوا لها ان تكون. لم تعد صورة الله عندي مرتبطة بـ”ديننا” كما علّموني، ولم يعد مفتاح الجنّة في جيب كلّ من ورد على إخراج قيده “شيعي” المذهب.
ما زلت أذكر المرّة الأولى التي دخلت فيها إلى معبد”هم”. كنت في الرابعة عشرة من عمري، دخلت ولا أعلم ما الذي دفعني الى ذلك، ربما الفضول، وربما من كثرة الكلام الذي كنت أسمعه عن حبال الله التّي تخنق الأطفال الذين يبتعدون عن دين طائفتهم وبأنّ أصدقاء الله المفضّلين هم الأصدقاء “الشيعة”. لم أفهم لماذا هم فقط أصدقاء الله، ربما لذلك كنت أبحث في الكنيسة عن صديق لله، ولكن مسيحيّ الانتماء.




دخلت خائفةً، مرتبكة، أنظر في زوايا الكنيسة لأرى متى سيبعث الله حباله ويعاقبني على ما اقترفت.
سمعت آنذاك دعسات تسير ببطئ خلفي، دعسات خجولة بعكس الصوت الذي أرعب مسمعي “ألن تصلّي؟!” سألتني عجوز ما زلت أذكر اسمها “تاتا ماري”. لم أعرف ماذا أجيب، هل أقول لها إنّني مسلمة ولا أعرف الصلاة في الكنيسة؟
خرجت مسرعةً من الكنيسة أبكي، وشعرت بالذنب في حينها ولو أنّني لم أرتكب شيئاً.
رافقني صوت “تاتا ماري” حتّى خرجت من باب الكنيسة وهي تقول “يا عدرا!”.
حين أتذكّر هذا المشهد تتسارع نبضات قلبي، كالطفل الذي يسير ليسرق الحلوى من الطاولة بعيداً عن عينَي أمّه. لم يكن أكل الحلويات يوماً حراماً ولكن هكذا علّمونا، ألا نأكل الحلويات ونحن في سنٍّ صغير حتى لا نخسر أسناننا.
مرّت السنوات، كبرتُ وكبر معي فضولي في التعرّف على الكنيسة وتعاليمها. أردت أن أتخلّص من الشعور بالذنب والخوف في المكان نفسه الذي رافقاني منه. أصبحت أرتاد الكنيسة حين أشعر بضيق يستقرّ على صدري، فأخرج منها منشرحة الصدر.
فأنا على يقين بأنّ الله واحد، وبأنّ الكنيسة هي بيت الله لنا جميعاً كما الجامع. بدأت أكتشف أنّ أصدقاء الله هم الأصدقاء الصالحين وليسوا الأصدقاء “الشيعة” فقط.
بدأت أنزع القيود التي أحاطوها بعنقي. قرأت في الإنجيل، تعلّمت “صلاتهم” وأصبحت أقرأ مع كلّ آية قرآنيّة الصلاة الربّانيّة. هذه تكمّل تلك ولا تتعارض معها.
وفي كلّ محطة أطلب فيها الإغاثة من الله، أنادي، كما نادت “تاتا ماري”، يا عدرا!

الاسمبريد إلكترونيرسالة