-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

سيرة القديس القمص اسحق عطالله شفيع المتألمين اعمل شير وخد بركته وعرف الناس عليه

سيرة القديس القمص اسحق عطالله شفيع المتألمين اعمل شير وخد بركته وعرف الناس عليه

أبونا القديس القمص أسحق عطا الله
ملاك كنيسة العذراء بالدقى
الموضوع منقول من موقع صوت الكنيسة

سيرته الطاهرة فى سطور
ولد فى 1/4/1928 بأسم بخيت عطا لله من أب وأم أتقياء ونذرته أمه القديسة السيدة /عزيزة يوسف للكهنوت إذ كان بكرها وأول من عاش من أولادها بعد أن توفى منهم واحد كان قبل ميلاده. وكان من عائلة كهنوتية، إذ كان المتنيح الأنبا يؤانس مطران الجيزة السابق وسكرتير المجمع المقدس أبن عمه.
عاش خادماً للرب منذ نشأته، وكان شماساً للمذبح فى كنيسة السيدة دميانة ببولاق أبو العلا، وأسس بها خدمة مدارس الأحد.
تخرج من المدرسة الثانوية، وألتحق بكلية الهندسة التطبيقية جامعة القاهرة عام 1949م. والتى تخرج منها عام 1954.
تزوج فى 14/2/1955 من شريكة عمره وجهاده السيدة الفاضلة القديسة الراحلة كاملة زخارى فهمى، وهى تعلم مسبقاً أنه سيكرس نفسه للكهنوت، فوافقت أن تكرس حياتها معه لهذه الخدمة الجليلة.
سيم كاهناً بيد المتنيح الأنبا يؤانس مطران الجيزة الراحل، وسكرتير المجمع المقدس، فى صوم العذراء التى أحبها وخدمها وذلك فى يوم 12/8/1955 بمطرانية الجيزة.



عينه الأنبا يؤانس مطران الجيزة السابق وكيلاً لمطرانية الجيزة منذ أن كان علمانياً، وأستمر بها بعد الكهنوت، حيث تولى هذه المسئولية الكبيرة لأيبارشية الجيزة وخدم الشعب كله وزملائه الآباء الكهنة بكل أمانة لا يزال يشهد له بها الكل حتى الآن
دم فى ذلك الحين بكنيسة العذراء بالمطرية ولا يزال شعب وكهنة هذه الكنيسة يذكرونه ويذكرون تعبه وجهاده ومحبته إلى هذا اليوم، وحتى بعد مرور أكثر من خمسين عاماً.
أنتدبه نيافة الأنبا يؤانس إلى جمعية السيدة العذراء مريم، بمنطقة بين السرايات بالدقى (حيث كانت أرضاً زراعية) حيث تولى مسئولية بناء الكنيسة بهذه المنطقة.
أسس وأنشأ وبنى-بنعمة الله-كنيسة العذراء بالدقى، وكانت قبلاً جمعية صغيرة فى منطقة زراعية وذلك عام 1960، وبدأ بإنشاء مبنى متواضع على دور أرضى، ثم أرتفع بها بعد ذلك بناءً شاهقاً فوق الكنيسة الأولى، ثم بعد ذلك بسنوات أنشأ مبنى الخدمات المتاخم للكنيسة. ورآه الشعب –آنذاك- وهو يجلس مع العمال ويسهر معهم، بل ويقوم بنقل المؤن والأخشاب والطوب بنفسه، بل وكان ينقل بسيارته الخاصة ما تعذر نقله من أسمنت وطوب وخلافه إلى الكنيسة، وذلك من فرط حبه وتفانيه وبذله للمسيح ولكنيسته
سيم قمصاً بيد نيافة الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الحالى –شفاه الله-فى سنه 1985م
الموضوع منقول من موقع صوت الكنيسة

أنشأ أول دار بمصر لخدمة المسنات وغير القادرات على خدمة أنفسهن من المشلولين والعجزة وطريحى الفراش، وكرس باقى عمره لخدمتهم والسهر عليهم، وكان يجول بينهم –مثل سيده- يصنع لهم خيراً، ويحنو عليهم وكأب حقيقى تعب مع الجميع حتى أفنى صحته وشبابه بذلاً لأجلهم.
رأس لجنة الطقوس والعقائد بمجمع كهنة الجيزة وأشتهر بأنه المرجع الأول للطقس والقداس والعقيدة فى كل الأيبارشية وتتلمذ على يديه مئات من الخدام وعشرات من الكهنة فى هذا المجال.
عرف بأبوته الطاغية وحكمته الإلهية وهيبته التى جمعت حوله قلب الجميع كباراً وصغاراً فقراء وأغنياء، بسطاء ومثقفين.
تتلمذ على يدى الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث حالياً) وكان مقرباً له أثناء فترة حبريته كأسقف للتعليم وكان يقوم بتوصيله بنفسه بسيارته الخاصة ويصاحبه فى الافتقاد والاجتماعات المتنوعة التى كان يخدم فيها قداسته.
جربه الله بآلام الأمراض وأكاليلها فأحتملها شاكراً صامتاً باسماً مسبحاً، فأصابه تآكل فى غضاريف العمود الفقرى وصاحبه الألم لعشرات السنين، وكان بالرغم من ذلك يتحامل على نفسه متوكئاً على عصاه ليخدم إلى أن أقعده المرض طريح الفراش.
أصابته جلطة بالمخ فى يوم 23/9/1998 صار على أثرها مشلولاً ومن عجائب التدبير الإلهي أن أصاب نفس المرض زوجته القديسة فى نفس اليوم ونفس الساعة (23/9/1998 الساعة 2ظهراً) وكانت هى وحيدة فى القاهرة، وكان هو مسافراً للإسماعيلية بصحبة عائلة من أولاده ليفتقدهم هناك. ونقل الاثنان إلى المستشفى دون أن يدرى أحدهم بالآخر، ودخلا العناية المركزة معاً.. وفارقت زوجته الفاضلة عالمنا الفانى إلى أحضان القديسين بعد هذه الحادثة بستة أيام يوم 29/9/1998، وتم الصلاة عليها فى نفس الوقت الذى كان يرقد فيه أبونا القديس بالعناية المركزة بين الحياة والموت.
الموضوع منقول من موقع صوت الكنيسة


أنتقل أبونا إلى الدار التى أسسها لخدمة المشلولين والمرضى العجزة وعاش بينهم يخدمهم بعد أن صار واحداً منهم ولم يعلم أبونا أنتقال شريكة حياته إلى سماء الراحة إلا بعد نياحتها بسنة، وتقبل الأمر-وهو على فراش المرض-بدموع الحزن، ولكن بروح الشكر والتسبيح، مقدماً لمسيحه مشورات حريته وكاتباً أعماله تبعاً لأقواله
عاش أبونا القديس سجين جسده المريض يشرب الكأس التى أعطاها له الآب (يو11:18)، وقضى ثلاث سنين وثلث-مثل (عمر خدمة السيد المسيح على الأرض) يخدم الناس من خلال ألمه، محولاً أنين الألم إلى مجد وخدمة وكرازة
فى هذه السنوات القليلة-تحمل أبونا القديس ما لا يقدر بشر أن يتحمله.. فعانى من ..
ألام الجسد: صعوبة البلع وصعوبة تناول الطعام والالتهابات الرئوية المتكررة والشلل النصفى الذى أقعده عن الحركة، ثم آلام ظهره وعموده الفقرى الذى لازمه حتى فى فراش مرضه، ثم آلام القلب التى هاجمته أخيراً
آلام النفس: إذ عانى من الوحدة الكاملة بعد أن فقد شريكة حياته، وأصبح طريح الفراش بعد أن كان كتلة من الخدمة والحركة المتوهجة التى ملأت قلوب الناس حباً وخدمة وعطاء
ولكن وسط كل هذا، وجدناه جبلاً شامخاً، شديد البأس كعادته، فوقف فوق آلامه منتصراً، وبابتسامته العميقة أحتوى فى قلبه آلامه بل آلام كل من زاره، وشعر كل إنسان أقترب منه بالخجل الشديد، فبينما يئن الجميع من أتفه الآلام وقف أبونا القديس فوق آلامه، وحول ليل ظلمته إلى نهار من الشكر والتسبيح والسعادة.
حولت غرفة أبونا فى سنوات مرضه الأخيرة إلى مزار لآلاف من البشر، وصارت خدمته للجميع هى التعزية والصلاة والتعضيد والسند، وتمت على يديه معجزات لاحصر لها من إخراج الشياطين وشفاء أمراض وحلول لمشاكل مستعصية سوف ندونها تفصيلاً فى فصول هذا الكتاب
ظل أبونا يصلى القدسات باستمرار، ويمارس الافتقاد والزيارات لأولاده وهو على كرسيه المتحرك، وحتى آخر لحظة فى حياته، ونذكر أنه كان سيفتقد أسرة من الكنيسة وأعتذر عنها لارتفاع درجة حرارته، ثم سلم روحه الطاهرة بعد ذلك بيومين
رقد فى الرب يوم الأربعاء 12/12/2001 بعد أن أكمل أيام جهاده وخدمته (لو23:1) وبعد أن خدم جيله بمشورة الله رقد وأنضم إلى آبائه (أع36:13)
- والعجيب أنه لأول مرة منذ مرضه يصلى قداسين متتاليين (الجمعة والأحد السابقين لنياحته يوم الأربعاء) ولبس فيهما كامل ملابسه الكهنوتية (والتى كان قلما ما يلبسها لصعوبة المرض) وكأنه كان يودع هيكله الأرضى قبل أن يذهب لهيكله السماوى
- والأعجب، أنه لما حسبنا زمان مرضه وجدنا ثلاث سنين وثلث، وهى مدة خدمة السيد المسيح على الأرض (الخدمة الجهارية المعلنة)، وهكذا خدم أبونا القديس- من خلال آلامه وقلبه الشاكر-خدمة الحب والشكر والبذل مثل سيده.
- وظل أبونا مستيقظاً حتى يوم نياحته الساعة الواحدة ظهراً، حيث طلب من المحيطين به بيده شيئاً لم يفهموه، وأخيراً أحضرنا له كسوة جسد القديس مارمينا العجائبى التى كان يحتفظ بها فى مسكنه بجوار سريره، ووصلت إليه الساعة 8.30 مساءً، ووضعت بجوار رأسه، وماهى إلا دقائق وفاضت روحه الطاهرة، إذ كان ينتظر مجئ القديسين ليحملوا روحه العطرة إلى فردوس الأبرار
وتم زفاف الجسد الطاهر محمولاً على أعناق أبنائه وأخوته الكهنة والشمامسة، وسط بكاء شعبه الأمين الذى ودعه بالدموع السخية بعد أن عاش بينهم أباً حنوناً وشفيعاً أميناً وخادماً غاسلاً لأقدامهم طيلة 46 سنة، وهى عمره الكهنوتى كله.
ليجعل الرب ذكراه العطرة فرحاً فى قلوبنا وسنداً لمسيرة عربتنا.
الاسمبريد إلكترونيرسالة