تعھد رئیس الوزراء المجري بدعم مسیحیي الشرق الأوسط الذین یعانون من الاضطھاد مسلطا الضوء على محنة أولئك الذین ینتمون إلى ”الدین الأكثر اضطھادا في العالم“. ورفض فیكتور أوربان ضمنیا الھجرة كحل للاجئین، ویخطط لخدمة المتضررین من خلال مساعدتھم على العودة إلى موطن أسلافھم.
وكان أوربان، وھو زعیم محافظ مثیر للجدل ورئیس وزراء ھنغاریا منذ العام 2010 ،یتحدث في بودابست في المشاورات الدولیة حول اضطھاد المسیحیین بالمؤتمر الذي نظمتھ حكومتھ. وقال أوربان ”الحقیقة تبدأ دائما مع بیان الحقائق والوقائع، الیوم ھناك حقیقة وھي أن المسیحیة ھي الدیانة الأكثر تعرضا للاضطھاد في العالم. في الواقع ھناك 215 ملیون مسیحي في 108 بلد یعانون من أنواع مختلفة من الاضطھاد. في الحقیقة أن أربعة من كل خمس مسیحیین یتعرضون للاضطھاد بسبب كونھم مسیحیین“. في الواقع، في العراق العام 2015 كان یوجد مسیحي یُقتل كل خمس دقائق بسبب دینھ. حقیقة أخرى أننا لا نرى تغطیة تذكر لھذه الأحداث في الصحافة الدولیة، ّ وحقیقة أخرى ھي أن المرء یحتاج إلى عدسة مكبرة لیجد بیانات سیاسیة تدین اضطھاد المسیحیین. ولكن یجب توجیھ أنظار العالم إلى ھذه الجرائم. جمع المؤتمر قادة الكنائس والنشطاء السیاسیین من أوروبا والشرق الأوسط والولایات المتحدة، حیث تجمع 350 مشاركا للاستماع إلى بیان أوربان لمكافحة الاضطھاد. وقال أوربان أن المجر وحدھا، بالرغم من أنھا دولة صغیرة ومحاصرة، قادت الطریق في الدفاع عن المظلومین. وحذر من ”الصمت الفاتر لأوروبا التي تنكر جذورھا المسیحیة“ وقال إن الاضطھاد العنیف في الشرق الأوسط یمكن أن یصبح قریبا حقیقة واقعة في مجتمع أوروبا ّ المختلط. وقال إن القادة الأوروبیین یسعون بقوة إلى سیاسة الھجرة التي تؤدي إلى السماح للمتطرفین الخطرین بالدخول إلى أراضي الاتحاد الأوربي. وأوضح رئیس الوزراء أنّھ یود أن تبقى أوروبا ”قارة مسیحیة“ وحتى لو یبقى كل المسیحیین حلیفا قویا للمؤمنین المضطھدین. وبالنسبة للنازحین من الشرق الأوسط، قال أوربان إن الأولویة ھي ”تقدیم المساعدة لھم للعودة إلى دیارھم لإعادة توطینھم في أراضیھم التارخیة“. وأضاف ”نحن الھنغاریون نرید أن یكون مسیحیو سوریا والعراق ونیجیریا قادرین على العودة في أقرب وقت ممكن إلى الأراضي التي عاش فیھا أسلافھم لمئات السنین. ھذا ما نسمیھ التضامن الھنغاري – أو باستخدام الكلمات التي ترونھا خلفي: ”المجر تساعد“. وشملت جھود إعادة التأھیل المجریة مساعدات مالیة لإعادة بناء الكنائس والمنازل والمراكز الاجتماعیة. وشدد أوربان على شكل مباشر أكثر من التدخل الذي یمنح الموارد مباشرة من خلال المجتمعات المحلیة المضطھدة بدلا من ”المساعدات الدولیة“. تعلیقات أوربان كانت رفضا ضمنیا لخیار الھجرة كحل لحمایة المضطھدین. وقال ”أستطیع أن أقول أیضا إننا نفعل العكس تماما لما ھو معتاد في أوروبا الیوم: نعلن أنھ لا یجوز جلب المتاعب إلى ھنا، ولكن یجب أن یتم تقدیم المساعدة حیث تكون مطلوبة“. وبالرغم من أن المسیحیین الأوروبیین قد یعانون من ”القمع التمییزي المؤلم“ إلا أنھ یمكن تحملھ كما قال أوربان، وھو لا شيء بالمقارنة مع الوضع في أفریقیا والشرق الأوسط.