-->
U3F1ZWV6ZTIxMjgyMDQ4NDQwX0FjdGl2YXRpb24yNDEwOTYyNDc2MTM=
recent
أخبار ساخنة

لماذا تمنع الكنيسة الزواج فى فترة الصيام ؟

يقول القديس بولس الرسول معلّم الأمم : " إنّ اللحم والدم ليس بوسعهما أن يرثا ملكوت الله " 1 كور( 15:5) هذه الآية توضح المفهوم الروحي للصوم .
و غاية الصوم هي الابتعاد عن اهتمامات الجسد (اللحم و الدم) و العودة إلى اهتمامات الروح .
- الاهتمام بالروح هو صلب للجسد. " أنا صلبت للعالم و العالم صلب لي " غلاطية 6 ، فالصوم هو أحد أدوات صلب الجسد و شهواته. به نتعلّم ضبط أهوائه و توجيهها نحو مسارها الصحيح
- العلاقة الزوجية، و التي أتت بعد سقوط آدم و حوّاء و ليس قبل، فيها شهوة الجسد بالرغم من السماح الإلهي لها.
- بالصوم نضبط شهوة اللقاء الجنسي بين الزوجين. طبعاً ليس كونه " إثماُ " أبداً، فالله بارك هذه العلاقة إنّما وضع لها ضوابط و هدف

- بالصوم نضبط هذه العلاقة و نضعها ضمن هدفها الإنساني يقول بولس الرسول : " لا يمتنع أحدكما عن الآخر إلّا على اتفاق بينكما و إلى حين كي تتفرّغا للصلاة، ثمّ عودا إلى الحياة المشتركة مخافة أن يجربكما الشيطان لقلّة عفتكما... "
 ( 1 كور 7:5 )
- الله لم يسمح بالزواج لكي نطلق العنان لشهوة الجسد ( كما يحصل اليوم للأسف ) إنّما بالعكس، لكي نضبطها و نضعها في هدفه الإنساني " فالزواج خير من التحرّق "
( 1 :كور7)
أوجه الاختلف بين الزواج و الصوم
- الزواج يعني = تحضيرات عائلية ـ سهرات ـ حفلات ـ تسوّق ـ نفقات زائدة ... الخ والصوم يعني = قراءة و مطالعة ـ صلوات ـ سهرانيات ـ صدقات و إحسان ......الخ بالمقارنة نجد أنّه من الصعب الدمج بين الاثنين

و من هنا نفهم لماذا تمنع الكنيسة الزواج في الأصوام - الخبرة تعلّمنا أنّ العلاقة الزوجية تكون أجمل و أسمى كلّما خضعت لضوابط ( أي فترات انقطاع ) إذ يكون اللقاء بين المحبين أجمل و أعمق بعد غياب أمضوه في الصلاة و المطالعة وأعمال الفضيلة- الخيانة الزوجية تتفشّى و تنتشر في العائلات التي تمارس العلاقة الزوجية دون أي ضوابط، فتصبح هذه العلاقة عبارة عن احتكاك أجساد شهوانيّة هدفها اللذّة فقط - الكنيسة عندها الحكمة الآتية من الروح القدس الفاعل فيها، و عندما رتّبت الامتناع عن العلاقة الزوجية (( للعائلات )) ، و عن إقامة الأكاليل بالنسبة (( للعروسين )) ، كانت تعرف كيف تعطي الجنس معناه الإنسانيّ ولأنّ " الزواج سرّ الحب "
 كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفمّ . فإذا عدنا إلى مدول الأسرار في الكنيسة، ان الله، في يسوع المسيح، يتّخذ الحب البشري الذي يربط بين الزوجين، ليجعل منه مكاناً لحضور الحبّ الإلهي، و ميداناّ لعمله المحرر و المحيي ، و علامة تتجلّى بها للبشر محبّة الله لهم و مساكنته إيّاهم و دعوته لهم إلى ملء الحياة و الفرح
الاسمبريد إلكترونيرسالة